لكل بنت لم تتزوج.

المجتمع يقول “تأخرتِ”، والواقع يقول “أنتِ في وقتكِ المناسب”

يا ترى، كم مرة سمعتِ هذه الجملة خلال السنوات الماضية؟

  • “ليش لسه ما تزوجتي؟”
  • “العمر يجري، لازم تلحقي نفسكِ!”
  • “كل صديقاتكِ تزوجوا، متى نفرح فيكِ؟”

وفي كل مرة، يرافق هذا السؤال نظرات الشفقة أو التدخل غير المبرر، وكأن الزواج شهادة لا بد أن تحصلي عليها قبل فوات الأوان. ومع مرور الوقت، يبدأ الشك يتسلل إليكِ:
“هل أنا فعلاً متأخرة؟ هل المشكلة فيّ؟ هل فعلًا كل صديقاتي فهموا اللعبة وأنا الوحيدة اللي مش قادرة ألحق؟”

لكن لحظة، قبل أن تدخلي هذا النفق المظلم، دعينا نعيد تعريف المشكلة… هل تأخر الزواج مشكلة؟ أم أن المشكلة الحقيقية هي الصورة المشوهة التي صنعها المجتمع عن الزواج؟

١. الزواج: رزق؟ أم قرار؟ أم اختبار؟

إجابة هذا السؤال ستغير نظرتكِ للحياة تمامًا.
هل الزواج “رزق” مثل المال والصحة؟ أم هو “قرار” عليكِ اتخاذه بذكاء؟ أم هو “اختبار” يحدد أين أنتِ في طريقكِ في الحياة؟

🔹 النبي ﷺ قال: “يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.”
هذه الجملة العظيمة ترسم لنا أول قاعدة: الزواج مرتبط بالقدرة والاستعداد، وليس فقط بالعمر أو رغبة المجتمع.

  • الزواج رزق، نعم، لكنه رزق يتطلب منكِ أن تكوني في المكان والزمان المناسبين له.
  • الزواج قرار، لكنه ليس قرارًا منفردًا. هناك شخص آخر يجب أن يكون مستعدًا لكِ أيضًا.
  • الزواج اختبار، لأنه قد يكون بابًا للسعادة أو بابًا للمعاناة، دنيا و اخرة. والفرق بينهما؟ اختياركِ الصحيح!

هل الزواج واجب شرعي؟

كثير من الفقهاء قالوا إن حكم الزواج يعتمد على نية الشخص وظروفه:

  • واجب: إذا كنتِ تخشين الوقوع في الحرام ولا تستطيعين ضبط نفسكِ.
  • مستحب: إذا كنتِ قادرة عليه، وترغبين في تكوين أسرة مستقرة.
  • مباح: إذا لم يكن لديكِ رغبة ملحة فيه، ولم يمنعكِ عن طاعة الله.
  • مكروه أو محرم: إذا كان سيقودكِ للظلم، أو كنتِ غير مستعدة له نفسيًا وماليًا.

🚨 المفاجأة هنا؟ الإسلام لم يجبر أي فتاة على الزواج، ولم يقل “كل فتاة يجب أن تتزوج فورًا”! بل جعل القرار مرتبطًا بحياتكِ وظروفكِ وأهدافكِ.

إذن، السؤال الأهم الآن… هل زواجكِ سيقربكِ إلى الله؟ أم سيجعل حياتكِ أصعب؟

٢. “لكن ليه كل صديقاتي تزوجوا؟!”

📌 أول شيء: الزواج ليس سباق ماراثون!
📌 ثاني شيء: كل زواج ترينه على إنستغرام قد يكون وراءه قصة لا تعرفينها!

نحن نعيش في عصر “السوشال ميديا”، حيث الجميع يشارك أجمل لحظاته، ويخفي التفاصيل التي لا يريدكِ أن تريها. تلك الصديقة التي نشرت صور زواجها الباذخ، هل أخبرتكِ عن المشاكل التي تعيشها؟ عن الصراعات التي تمر بها؟ عن الضغط الذي تشعر به كل يوم للحفاظ على صورتها المثالية؟

👑 الإمام الشافعي قال: “العاقل من ترك الدنيا قبل أن تتركه، وعَمَر قبره قبل أن يدخله، وأرضى مولاه قبل أن يلقاه.”

🚨 ماذا يعني هذا؟
أنه لا يجب أن تركضي وراء الحياة كما يريدها الآخرون لكِ. لأن الزواج الذي يأتي في التوقيت الخطأ، ومع الشخص الخطأ… قد يكون سببًا في تعاستكِ بدلاً من سعادتكِ.

٣. “وين العرسان؟! السوق نايم ولا كيف؟”

إذا كنتِ تشعرين أن خيارات الرجال المتاحين أصبحت محدودة أو أن “السوق نايم”، فأنتِ لستِ وحدكِ!

⚠️ الحقيقة المُرّة: ليس هناك نقص في الرجال… بل هناك نقص في الرجال المناسبين!
لماذا؟ لأن الأجيال تغيرت، وطريقة التفكير في الزواج تغيرت، والمجتمع نفسه لم يعد كما كان قبل 20 سنة.

👀 هل لاحظتِ أن الرجال اليوم ينقسمون إلى نوعين؟

  1. لا يريدون تحمل المسؤولية: شايف حياته في “الطلعات الشبابية” و”البلايستيشن”، والزواج بالنسبة له تقييد لحريته.
  2. اللي عندهم قائمة طلبات مستحيلة: يريدها صغيرة، جميلة، ذكية، ناجحة، طباخة، وأيضًا “لا تعقد الأمور كثيرًا”!

🚨 السؤال الصعب لكِ الآن:
هل تقبلين الزواج لمجرد أن السوق يعاني؟ أم تنتظرين حتى تجدي الشخص الذي يستحقكِ؟

٤. “طيب، ماذا افعل الان؟”

🎯 بدل أن تنتظري الزواج، اجعلي حياتكِ مليئة بالمعنى!

🔹 ركزي على بناء نفسكِ.

  • اكتسبي مهارات جديدة.
  • طوري شخصيتكِ.
  • كوني مستقلة وسعيدة بنفسكِ قبل أي شيء آخر.

🔹 لا تتنازلي عن قيمكِ ومبادئكِ.

  • لا تقبلي بأي شخص فقط لأنكِ تشعرين بالضغط الاجتماعي.
  • كوني صريحة مع نفسكِ حول ما تبحثين عنه في الشريك.

🔹 وسّعي دائرتكِ الاجتماعية.

  • لا يمكن أن تجلسي في نفس الدائرة وتتوقعي أن يأتيكِ شيء جديد!
  • كوني منفتحة على تجارب جديدة، وتعرفي على أناس جدد، فهذا يزيد من فرصكِ في العثور على الشخص المناسب.

🔹 لا تجعلي الزواج “المشروع الوحيد” في حياتكِ.

  • لأن الزواج ليس ضمانًا للسعادة، والسعادة تأتي من الداخل قبل كل شيء.

٥. “لكن… هل أنا متأخرة فعلًا؟”

🚨 الجواب النهائي: لا!
أنتِ في توقيتكِ المناسب.
أنتِ لستِ متأخرة، أنتِ فقط تعيشين قصتكِ الخاصة، وبطريقتكِ الخاصة.

“ومن يدري؟ يمكن تتزوجين بدري… وتكتشفين إنكِ كنتِ مستعجلة والشخص لا يناسبك، وتكتبين منشور ‘حسبي الله ونعم الوكيل’ بدل ‘بنعمة الله تتم الصالحات’!” 😉

💡 تذكري… الزواج الجميل لا يأتي بالضغط، بل يأتي في وقته الصحيح، ومع الشخص الصحيح، عندما تكونين أنتِ أيضًا مستعدة له.

الآن… خذي نفسًا عميقًا، فكري في مستقبلكِ بطريقة أوسع من مجرد “متى سأتزوج؟”

٦. “هل أنا في اختبار أم عقوبة؟”

🚨 الإجابة القاطعة: اختبار، وليس عقوبة!

📌 فكّري بها منطقيًا:

  • هل كل من تأخرت “مبتلاة”؟
  • وهل كل من تزوجت مبكرًا “سعيدة”؟
  • ماذا عن التي تزوجت ثم تطلقت، أو عاشت حياة تعيسة؟
  • ماذا عن الذي تأخر في امور اخرى بالحياة، انجاب، دراسة او شفاء؟

🔹 القرآن يقول: “وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ”.
🔹 والنبي ﷺ قال: “إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم”.

🚀 ربما تأخره لحكمة، ربما حماية، وربما لأن الأفضل لم يأتِ بعد!


السؤال الحقيقي: هل تعيشين حياتكِ منتظرة، أم تستثمرينها في نفسكِ؟ 💡
🚀 لأن الحياة مليئة بالفرص، والزواج مجرد جزء منها، وليس كلها! 😉💖

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!