علم الثراء … خطوة بخطوة!
كيف ممكن كتاب عمره أكتر من مئة سنة يغير حياتك؟
قاعدة…. وتمسكين كوب قهوتك الصباحي (أو شايك إذا كنتِ مثلي كلاسيكية)، وفجأة تسمعين عن كتاب صغير عمره أكثر من قرن يقول لكِ بكل بساطة:
“كل شيء تتمنينه ممكن إذا فهمتِ القوانين.”
الكتاب هذا ليس مجرد وعود وردية ولا أساطير. هو خارطة طريق، إذا طبقتيها، تفتح لكِ باباً لحياة ما تخيلتيها حتى في أجرأ أحلامك. ولا ملصق في اكبر vision board عندك.
الكتاب هو “علم الثراء” (The Science of Getting Rich) من تأليف والاس د. واتلز. اسمحيني أقول: هذا مو كتاب عن فلسفة “الإيجابية السامة” أو مجرد قائمة نصائح عن الادخار والاستثمار. إنه علم. كتاب بسيط في كلماته لكنه عميق لدرجة إنه يجعلك تعيدين ترتيب أولويات حياتك وتغيرين طريقة تفكيرك من جذورها.
مستعدة؟ تعالي نغوص في أعماقه معاً.
المال ليس شيطان، هو سلاح
جابها من الاخير بلا لف و دوران،
واتلز يقول لكِ إنك ما تقدرين تكونين نسخة مكتملة من نفسك إلا إذا كنتِ غنية.
نعم، غنية.
مو بس مادياً، لكن فكرياً وروحياً. لأن ببساطة، كيف رح تطورين ذاتك؟ كيف رح تسافرين لأماكن تلهمك؟ تقتنين كتب توسع مداركك؟ أو حتى تبنين مشروع حياتك؟ كل شيء يتطلب المال. فلا تخلي أحد يقنعك إن “القناعة كنز لا يفنى” لإنها ستفنى ببساطة اذا كنتِ من الاشخاص الذين وهبهم الله نقاط قوة (ذكاء، جمال، مهارات…) وعجزتِ عن استغلالها!؟ .. ستفنى.
واتلز يشبه المال بـ”الأكسجين”. مثلما تحتاجين هواء للتنفس، تحتاجين موارد لتحقيق أحلامك. لذا، كوني جريئة بما يكفي لتعترفي: “أنا أريد أن أكون غنية.” إذا حسيتِ لحظة إن هذا الطموح “أناني”، تذكري:
الأغنياء الحقيقيون هم اللي عندهم القدرة على خلق فرص وتغيير حياة انفسهم ومن حولهم.
ستدفعين رواتب وتفتحين بيوت! … فأي انانية؟
هل الغنى حظ؟ لا. علم.
لو كنتِ من النوع اللي يقول “يا رب أصير غنية بس ما أدري كيف”، اسمحي لي هالمرة: واتلز يقول إن الغنى ليس معادلة غامضة تعتمد على الحظ. هو علم له قوانين واضحة، مثل الجاذبية. إذا اتبعتيها، الغنى مضمون. الفكرة الأساسية؟ “فعل الأشياء بطريقة معينة” (Certain Way).
طيب، ماذا يعني “بطريقة معينة”؟
يعني إنك تتعاملين مع الحياة بثلاث خطوات بسيطة لكن عميقة:
- اليقين: تخيلي ما تريدينه وكأنه أصبح واقعاً فعلياً. مو خيال عابر. عيشي الفكرة وكأنها حقيقة.
- الإيمان: الإيمان ليس مجرد شعور لطيف. هو يقين داخلي بدون أي شك. إنك تشوفين الهدف واضح حتى لو العالم كله يقول مستحيل.
- العمل: لا يكفي الحلم أو الإيمان. لازم تتحركين. خطة يومية، خطوات صغيرة، و”عدم التأجيل”.
الثراء = يقين + ايمان + عمل
قوة الفكرة والتخيل
واتلز يؤمن إن كل الأشياء تبدأ من فكرة. كل مرة تنظرين لمنتج جديد في السوق أو حتى إلى فن جميل، تذكري: هذه الأشياء بدأت في عقل أحدهم كفكرة. السؤال هو: كيف تصبح فكرتك شيئاً ملموساً؟
السر هو إنك تفكرين بما تريدينه وكأنه موجود بالفعل. تخيلي التفاصيل الصغيرة. إذا حلمك هو بيت كبير، تخيلي لون الجدران، شكل الأثاث، وحتى رائحة الزهور في الحديقة. إذا حلمك هو مشروع، فكري بمن يعمل معك وكيف تتعاملين مع عملائك. هذا النوع من التفكير ما هو مجرد “تأمل”. هو نوع من تدريب عقلك على قبول الفكرة كحقيقة، وبالتالي العمل بوعي ولا وعي لتحقيقها.
واتلز يقول: “العقل البشري أشبه بمغناطيس. يجذب ما تفكرين فيه باستمرار.” هنا يجي دورك: بدل ما تفكرين في النواقص (ليش حياتي ناقصة، أو ليش ما عندي كذا؟)، ركزي على الامتنان للأشياء اللي تملكينها، وأضيفي إليها كل الأشياء اللي تتمنينها كأنها حقيقة بالفعل.
الامتنان: الوقود السري
خليني أقول لكِ سر صغير: واتلز يؤكد إن الامتنان هو أساس العملية.
ليش؟
لأنك لما تشعرين بالامتنان، تصنعين تواصلاً مع الخالق وعلا أو (الكون في معتقد أحدهم). لما تحمدين وتشكرين الله على ما عندك، تجذبين المزيد من الأشياء الجيدة.
مثلاً: بدل ما تقولين “ليش راتبي قليل؟”، قولي “شكراً على الراتب اللي يغطي احتياجاتي الآن، وأنا متحمسة للفرص الجديدة اللي رح ترفع دخلي قريباً.” الامتنان يغير طاقة تفكيرك تماماً، ويجعلك تتوقعين الأفضل.
لن ترين ثري متذمر!
التنفيذ الذكي
ما يكفي تحلمين وتؤمنين. واتلز يشدد على التنفيذ. لكن، مو أي تنفيذ. لازم تكون خطواتك “ذكية”. يعني:
- ركزي على مجال تحبينه أو تتقنينه.
- تعلمي كل ما يمكنكِ عن هذا المجال.
- كوني مرنة في استقبال الفرص الجديدة.
في كتابه، واتلز يقول: “إذا كنت تعملين بطريقة تفكير صحيحة، حتى لو كنتِ في أسوأ ظروف، رح تجدين طريقة للخروج منها. النجاح ليس حصراً على الأغنياء أو المحظوظين.”
التخلص من عقلية المنافسة
وهنا المفاجأة الكبرى:
واتلز ضد فكرة إنك تنافسين الآخرين على الموارد أو الفرص. بالعكس، يؤمن بفكرة إن الكون مليء بالوفرة، وإن هناك ما يكفي للجميع. يعني:
- ما في داعي تغارين من نجاح غيرك.
- إذا شفتِ شخص ناجح، خذي إلهام منه بدلاً من الإحباط.
- لا تقولي “السوق مزدحم”، بل ابحثي عن زاوية جديدة تقدرين تضيفين فيها قيمة.
قصص نجاح تلهمكِ
إذا قلتيلي: “كل هذا جميل بس أنا ما أقدر”.
لن أغضب.
بس خليني أقول لكِ قصة قصيرة:
نورة، أم لطفلين، تقضي يومها بين شغل البيت والاهتمام بالعائلة. كانت تحس بشي ناقص، حلم صغير يدغدغ خيالها: إنها تبدأ لايفات تيك توك يومياً من بيتها، تتكلم عن التنظيم، وصفات سهلة، ونصائح حياة الأمومة. بس تعرفين؟ كانت ما تملك حتى الحامل الثلاثي (Tripod) للتصوير!
نورة قررت تطبق هذه المباديء بأبسط صورها “النية + الإيمان + العمل”. دون تعقيد.
أول هدف؟ تشتري حامل ثلاثي بسيط. تخيلت كل تفاصيله: لونه، حجمه، مكانه في البيت. بدأت توفر من مصروفها الشخصي، وفعلًا، اشترته بعد شهر. الحامل كان بداية صغيرة لكنها قوية.
الخطوة الجاية؟ الإيمان بإن لايفها الأول رح ينجح. جربت، صورت، تلعثمت، بس كملت. يوم بعد يوم، بدأت الناس تتفاعل، تسألها، تشارك تجربتها. اليوم؟ نورة عندها آلاف المتابعين، براندات ترعاها، وعائد شهري يتعدى راتب وظيفة.
تحققت القوانين أم لا؟ …… تقدرين أم لا؟
قانون (التوسع الطبيعي Scalability Principle) هو احد سنن الكون!
ستريه في كل شيء حولنا:
- في الطبيعة: بذرة صغيرة تتحول لشجرة ضخمة.
- في الأعمال: فكرة بسيطة مثل “أمازون” تصبح إمبراطورية عالمية.
- في حياتنا: عادة صغيرة يومية مثل ممارسة الرياضة ستغيّر حياتك بالكامل.
- في التكنولوجيا: تطبيق بسيط مثل “إنستغرام” يتوسع ليصبح منصة متكاملة.
الخلاصة:
ابدئي بخطوة صغيرة بأساس متين، ومع الوقت ستكبر وتتوسع بشكل طبيعي يفوق توقعاتك.
الثراء ليس للترف فقط، بل للتأثير
وأخيراً، الغنى ليس مجرد “رغبة سطحية” أو “مظهر” وإشباع غرائز اساسية. هو أداة لتوسيع دائرة تأثيرك. وإذا كنتِ غنية، تقدرين:
- تساعدين عائلتك.
- تساهمين في مجتمعك.
- تحققين أحلامك، وتساعدين غيرك يحققون أحلامهم.
مثل ما يقول واتلز: “الحياة تطمح للنمو. وكلما زاد غناك، زاد تأثيرك.”
الخطوة القادمة؟
الآن، الكرة في ملعبك. الكتاب هذا بسيط لكنه قوي. جربي تقرأينه بتمعن، وخذي منه ما يناسبكِ. هل رح يكون سهلاً؟
ربما. لكن هل يستحق المحاولة؟ بكل بكل تأكيد.
وإذا كنتِ محتاجة دافع إضافي؟
تذكري: الأغنياء ما يختلفون عنكِ، إلا في طريقة تفكيرهم وتصرفهم.
الحلم الكبير يبدأ بخطوة صغيرة،
والآن وقتك تبدأين. 💼✨
