صدقي أو لا تصدقي: جمالك لم يعد مفتاح لجيب الاثرياء!

ملكة، فيه كذبة عايشينها الناس، وكأنها فيلم ديزني شغال … “إذا كنتِ جميلة، خلاص، العريس الغني جاهز وبيده عقد المحكمة الذهبي!”
اصدمك ولا؟
الواقع ليس مسلسل مكسيكي مدبلج، ولا حتى موسم جديد من “إيميلي في باريس”. نحكي الحقيقة… الجمال؟ حلو. لكن الجمال بدون محتوى؟ مثل كعكة بدون سكر، شكلها حلو بس طعمها؟
الله يعين اللي يجربها.
“طاقة الجمال” أم فيلم خيال علمي؟
موضوع “طاقة الجمال” صار ترند، وكأنه حل سحري يفتح أبواب قاعات الزفاف الفخمة. لكن السؤال الحقيقي: مين اللي كذب الكذبة اولاً ثم مين صدّق الكذبة؟ الواقع يقول: الجمال لحاله ما يكفي. زي ما نسمع دايمًا، “الجمال يفتح الباب، لكن الذكاء هو اللي يخليكِ تدخلي وتبقي”.
لو نرجع شوي للمنطق، نلاقي إن أثرياء العالم ما يدورون بس على الجمال. يدورون على الرقي، الثقافة، والقدرة على التفاهم مع ناس من طبقتهم. تذكري فيلم “The Great Gatsby”؟ ديزي كانت جميلة، لكن جايسبي كان يريد أكثر من الجمال… كان يريد اللي تفهمه وتعيش حياته.
يعني لو كنتِ تحسبين الجمال هو بطاقة دخول للقصور، فكري ثاني. الواقع؟ الثري يدور على وحدة ترفع مستوى حياته، مش بس تكمل الصورة.
وللناس اللي يقولون إن “الجمال يفتح كل الأبواب”، اسألي نفسك: هل الأبواب اللي تنفتح هي الأبواب اللي تبينها فعلًا؟ أحيانًا الجمال بدون شخصية يصير مفتاح لأبواب مشبوهة أكثر من كونه وسيلة حياة راقية.
ولد عمك العسكري ولا الأمير؟
من يقول إن الجمال = زوج أمير؟ غالبًا شاف كثير من مسلسلات نتفلكس. أغلب البنات الجميلات اللي عايشين حياتهم بواقعية، يتزوجون رجال عاديين. ليش؟ لأنهم ناس طبيعية تشوف دواخل الإنسان، مو جيبه. مع ان بعضهن: ظل راجل ولا ظل حيطة.
تخيلي نفسك واقفة قدام المرايا تقولين: “أنا أستحق زوج بمستوى حياتي، بثراء يناسب جمالي.” لكن خلي المرايا تجاوبك: هل عندك مهارات ثانية تخليكِ فعلاً خيار جذاب؟ وهل فكرتِ بالفرق بين الزواج من “أمير” ومن “إنسان فعلاً يضيف لحياتك”؟
الثري الحقيقي يدور على “البنت اللي تقدر تفتح معه موضوع يتجاوز إنستغرام وستوري”. لأنه في النهاية يريد شريكة حياة، مش مجرد صورة مثالية جنبها.
واحد من التعليقات على السوشال ميديا قال: “الجمال بيروح، لكن الأخلاق تبقى”. وهذا فعلاً صحيح. زوجك العسكري أو موظف عادي ممكن يكون أحنّ عليكِ من الثري اللي يشوفك كديكور ويتركك 16 ساعة تسولفين مع جدران البيت وتراقبين طلاء الاظافر وهو ينشف.
حتى لو كان عندك طموح تتزوجين شخص ناجح وثري، اسألي نفسك: هل أنتِ جاهزة تدعمين نجاحه؟ هل تعرفين تديرين حوارات مهمة عن أهداف الحياة، أو كيف تحلين الأزمات معه؟ تتحملين الضغوط العالية في حياته؟ الاستهداف؟ مشاكل داهمة كالافلاس فجأة؟ المقاضاة؟ النساء مثل النمل حوله؟
لو كانت إجابتك “لا”، فما عندك الفارق اللي يخليك مناسبة لهكذا منصب. الزواج برجال من هذا المستوى = وظيفة بدوام كامل مع اوفر تايم.
الاستحقاق الحقيقي: شخصيتك!
الاستحقاق كلمة كبيرة، ومش معناها إنك جميلة يعني كل شيء يكون تحت قدميك. الاستحقاق الحقيقي يبدأ من جوّاك: كيف تعاملي نفسك، كيف تطوّري عقلك، كيف تبني استقرارك المالي والعاطفي.
تخيلي موقف لما كانت أوبرا وينفري تتحدث عن رحلتها في بناء إمبراطوريتها. أوبرا لم تعتمد فقط على جاذبيتها أو حضورها اوبرا ليست بمقاييس الجمال العالمي سواء للبيض او السمر، لكنها ركزت على تطوير ذاتها، اكتساب المعرفة، وبناء رسالتها. هذا هو المعنى الحقيقي للاستحقاق. أنتِ تستحقين حياة جميلة، شريك حياة يفهمك، واستقرار نفسي. لكن الجمال ما يجيب هالأشياء لوحده.
فكري كيف تبني قيمة لحياتك. تعلمي مهارة جديدة، استثمري في نفسك. لأن الثري الحقيقي مش اللي عنده ملايين في البنك، الثري هو اللي يشوف قيمتك الحقيقية.
ومو بس قيمتك المادية أو الجمالية، بل قيمتك كشخصية. هل تملكين الصبر، الحكمة، والتفاهم؟ هل تعرفين كيف تعيشين حياة مستقرة بدون دراما؟ هذا هو الاستحقاق.
الجمال مع الذكاء: نووي!
التوازن بين الجمال والذكاء هو السر الحقيقي. الجمال هو المدخل، لكن الذكاء هو الأساس. خذي هذا السيناريو: رجل ناجح وثري يبحث عن شريكة. هل سيختار فتاة جميلة فقط لكنها تفتقر للمهارات الحياتية؟ أم فتاة جميلة وعاقلة تعرف كيف تدير حياتها بذكاء؟ الجواب واضح.
ابدأي بتطوير مهاراتك الحياتية. تعلمي إدارة الوقت، طوري قدرتك على التواصل الفعّال، تعلمي أصول الاستثمار المالي. كلما زادت معرفتك بنفسك وبالعالم من حولك، زادت فرصك للنجاح في حياتك العاطفية والمهنية. كوني الصديقة والـ Wife material.
أخيراً،
الموضوع مو “هل أنتِ جميلة بما يكفي؟”
بل عن “هل أنتِ واعية بما يكفي؟”
الجمال شيء وقتي، لكن الذكاء، الأخلاق، والطموح هي اللي تدوم.
فيلم ديزني خلص، يا صديقتي، والواقع بدأ.
حان الوقت لتعيشيه بواقعية، وتكوني الأفضل في كل جوانب حياتك.