ليش شخصيتك ضعيفة ؟ ( البرمجة الأنثوية القديمة )

في زمن كانت فيه كلمة “حب” عيب تُقال بصوت بنت، طلعت أحلام مستغانمي وقالت: “أنا بكتب عنه”. مو لأنها جريئة، بل لأنها أول بنت عربية قررت تفك البرمجة الأنثوية وتعيش بصوتها، مو بصوت الناس.

من مراهقة في إذاعة الجزائر، إلى دكتورة في السوربون، أحلام عطتنا مثال حقيقي لبنت شرقية كسرت الصمت… ونجحت.


🧠 ا “تخيّلي نفسك كمبيوتر… بس فيه فيروس اسمه ‘كوني لطيفة'”

من أول ما اشتغلتي… أحد نزّل في نظامك إعدادات جاهزة:
إذا بكيتِ؟ “دراما كوين”.
إذا زعلتي؟ “نكدية وحساسة”.
وإذا ضحكتي كثير؟ “خفيفة جدًا”.

كل هالعبارات؟ ما كانت صدفة.

هي أكواد برمجية. تُزرع فينا وإحنا صغار…

من الأهل، من المدرسة، من أفلام الكرتون…

ومع الوقت؟ تتحوّل لبرمجة داخلية تتحكم فينا بدون ما نحس.

نسميها: البرمجة الأنثوية.

🧩 البرمجة الأنثوية: لما يصير ‘السكوت من ذهب’ منهج

البرمجة الأنثوية هي كل صوت داخلي يقولك:
“عيب تطلبين من زوجك… لا يقول عنك طماعة”.
“لازم دايم تتنازلين حتى المركب يمشي”.
“الأم الممتازة تنسى نفسها لأجل أطفالها”.
“الرجل هو الأساس… انتي داعمة في حياته”.

برمجة تعلّمك تعيشين حسب قالب الآخرين، مو حسب حقيقتك.

لكن اين تقع هذه البرمجة؟ وين مخزنة؟

وكيف اصل لها و “افرمتها” Format it؟

🧠 الدماغ العاطفي: لما اللوزة الدماغية تصير مديرة حياتك

في شي اسمه الدماغ العاطفي – Limbic System. جوه، في عضو صغير اسمه اللوزة الدماغية – Amygdala. وظيفتها تصرخ إذا شافت خطر: “اهربي… سكتّي، اختفي!”

واللوزة ما تفرق بين المدير ووالدك، ولا بين نقد حاد وتهديد جسدي. اللوزة تتفاعل حسب الذاكرة المخزّنة من الطفولة.

يعني… لما تدخلين اجتماع، عقلك يقولك: “خذي نفس، كوني واثقة مو نهاية العالم إذا المدير عصب”. لكن أول ما راح تعلى نبرته! اللوزة راح تستعيد برمجة قديمة مخزنة من طفولتك: “هذي نفس النبرة اللي بابا صرخ بيها عليّ… وراها انطاني كف!”.

فجأة؟ جسمك يرجف. صوتك يختفي. وتبتسمين… كأن شي ما صار. لإن اللوزة ما تعرف انه هذا الشخص مدير وليس ذاك الاب. و من حرصها عليكِ راح تؤمرك تسلكيله لإنها تخاف عليكِ من “كف ثاني”!

شفتي كيف نفسيتنا معقدة!؟ اووف. بس كل شي اله حل..

🔄 البرمجة الأنثوية ما تنفك من العقل… بل من الجسد

أكبر كذبة عن فكّ البرمجة؟

إنها تبدأ من العقل والمنطق.

لأن الجرح ساكن في الجسم في صديقتنا الحارسة اللوزة … مو بس في العقل والتفكير.

بيسيل فان دير كولك يقول: “الجسم يتذكر، حتى لو العقل نسى”.

يعني:
لما صوتك يرجف قدام مديرك؟
لما ترفضين تطلبين زيادة راتب؟
لما تبكين بالسر وتبتسمين للعالم؟
هذا مو ضعف. هذا كود برمجي عاطفي يشتغل من الطفولة.

🛠️ كيف نبدأ نفك البرمجة؟

مصطلح “فكّ البرمجة الأنثوية” (بالإنجليزي: Deprogramming the Feminine)

ما وراه مخترع واحد… لا فرويد، ولا يونغ ولا حتى دكتور في تنمية بشرية! هو نتاج ورشة جماعية من العلماء والمفكرين.

ريتشارد شوارتز، راح يطلع علينا بنظرية من العيار الثقيل: نظرية اسمها Internal Family Systems – IFS اللي تقول إن كل شخص فينا عنده “فريق داخلي” يشبه العائلة.

مثلاً:
👩‍💼 “المديرة المتحكمة” تحاول تنقذك بالتخطيط والهوس.
🧑‍🏫 “الناقدة” تراقبك وتجلدك حتى ما تفشلين.
👶 “الطفلة المجروحة” اللي تنكمش وقت المواجهة.
🧯 و”الإطفائية” اللي تقولك: “أطلبي بيتزا، وانسي الوجع”.

بس وين أنت الحقيقية؟ وين صوتك؟ الصوت اللي يسمّيه ريتشارد شوارتز: “الـSelf”. الذات هو الـCEO لهذا الفريق.

وهنا نجي للوعي الحقيقي: فك البرمجة ما يعني تطردين الفريق. ولا تجلديهم وتقولين انا ليش ضعيفة الشخصية!

ما نطردهم… هؤلاء جزء منكِ. لكن؟

نسوي اجتماعات “ون تو ون” مع كل واحدة: تعيدين توزيع الأدوار، تطلعين من وضع الطوارئ… وتدخلين وضع التوازن.

📝 تمرين عملي: أول اجتماع داخلي بسيط

بعد ما تطفين البودكاست، خذي ٥ دقايق.

كتبي موقف بسيط تكرر بحياتك تحسين إنك سكتّتِ فيه أوفر:
“كنت بالاجتماع، وزميلي قال فكرتي اللي كنت محضّرتها. والكل صفّق له، وأنا… ابتسمت وسكت. ما قلت إن هذه فكرتي. ولا حتى علّقت. قلبي كان يدق، بس سكتت.”

الآن اسألي نفسك: من اللي كانت تتحكم فيني بهاللحظة؟ الطفلة المجروحة؟ الناقدة؟ ولا الإطفائية اللي قالت: “مو وقتها… خل نعدّيها”؟

اجتمعي بيهم وحدة وحدة… واكتبي لها رد. رد من صوتك الحقيقي… من الذات اللي بدت توعى.

قولي لها: “أنا سامعتك. بس أفهمك.”

هذا أول اجتماع داخلي بسيط…

شفتي؟ ما تحتاجين بودكاست ١٢ ساعة ولا شهادة دكتوراه.

ناخذ نفس عميق هسه… قبل ما نختم.

وطالما وصلتي لهاللحظة، لهالنقطة في الحلقة، فهذا يعني إن صوتك الداخلي… حي.

وهذا؟ كفاية نبدأ.

نشوفك الحلقة الجاية.

📌 مراجع ومصادر:

  • Richard C. Schwartz, “Internal Family Systems Therapy”
  • Bessel van der Kolk, “The Body Keeps the Score”
  • Tara Brach, “Radical Acceptance”
  • أحلام مستغانمي، “ذاكرة الجسد”(en.wikipedia.org, therapywithalessio.com)

ملاحظة: هذا المقال مستوحى من مفاهيم ونظريات علمية وأدبية تهدف إلى تمكين المرأة من فهم ذاتها وتحريرها من البرمجات القديمة. تذكري ان الموضوع رحلة .. مو هدف. وهذا الكلام جزء بسيط من القادم!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!