المؤدبات لا يصنعن مجداً!

مؤدبة جداً؟
تفضلي خذي كرسي!
درسنا اليوم عن فكرة واحدة: الحزم هو القوة.
هذا المقال ليس مجرد نصيحة مكررة عن “كوني واثقة”، بل دعوة لتغيير جذري في طريقة تفكيركِ لما يصدر منكِ ككلام.
استعدي لأننا سنتحدث عن كيف تصبحين المرأة التي تُسمع كلماتها قبل أن تنطق.
لماذا اللباقة الزائدة قد تكون العدو الخفي؟
نفهم القصة من البداية؟
منذ طفولتنا، تعلمنا نحن النساء أن نكون لطيفات، متعاطفات، وألا نجرح مشاعر الآخرين. قد تكون هذه الصفات رائعة في العلاقات الشخصية، ولكنها في مجال العمل أو المواقف الحساسة قد تصبح عائقًا. عندما تكونين لطيفة أكثر من اللازم، ترسلين رسالة غير مباشرة: “لستُ متأكدة من موقفي.” وهنا تكمن المشكلة.
التهذيب .. صديق أم عدو؟
“لا أريد أن أزعجكِ، لكن… إذا كان لديكِ وقت… هل يمكن أن نتحدث؟”
قد يبدو هذا الطلب بريئًا ومهذبًا، ولكنه للأسف يعكس ترددًا وعدم ثقة. اللباقة المبالغ فيها تضعكِ في خانة التبعية، بينما المطلوب هو التوازن: قوة بدون وقاحة، ولطف بدون خضوع.
هل سبق أن سمعتِ بمقولة “الحياة لا تعطي من يطلب بأدب، بل من يطلب بجرأة”؟ هذا بالضبط ما نقصد هنا.
القوة ليست في الصوت العالي أو الغرور، بل في أن تكوني واضحة، مباشرة، وتعرفين ما تريدين دون أن تشعري بالحاجة للاعتذار عن وجودكِ.
القوة تبدأ من كلامكِ: فك الشيفرة!
عندما تتحدثين بثقة ووضوح، تظهرين كقائدة طبيعية، حتى لو لم تكن لديكِ السلطة الرسمية. في بيئة العمل، في العلاقات الشخصية، أو حتى في المواقف اليومية، الكلمات تعكس من أنتِ. لنأخذ بعض الأمثلة البسيطة:
1. الاعتذار المفرط: حينما يصبح السلاح ضدكِ.
كم مرة بدأتِ طلبكِ بكلمة “آسفة”؟ مثل:
- “آسفة على الإزعاج، لكن لدي طلب صغير.”
- “آسفة، هل يمكنني إبداء رأيي؟”
- “أسف لقد أطلت عليك”
هذا السلوك شائع ولكنه ضار. الاعتذار هنا ليس ضروريًا، ويجعلكِ تبدين أقل قيمة من الطرف الآخر. بدلاً من ذلك، حاولي:
- “لدي طلب وأتمنى مساعدتكِ.”
- “أود مشاركة رأيي في هذا الموضوع.”
- “شكراً على صبرك”
“اسفة” هذه، ضعيها في صندوق و اقفلي عليها. ولا تخرجيها الا في حالات نادرة وتستحق!
2. التردد: القاتل الصامت للثقة.
“أعتقد أن… ربما يمكننا أن نجرب… لست متأكدة، لكن…” هذه الكلمات تبدو وكأنها حائط دفاعي ضعيف أمام فكرة قوية. إذا كنتِ تؤمنين بشيء، عبّري عنه دون تردد. مثلاً:
- بدلًا من: “ربما هذا الخيار جيد.”
- قولي: “أرى أن هذا هو الخيار الأفضل.”
3. الاختصار: كيف تتحدثين بفعالية؟
التفاصيل غير الضرورية تضعف الرسالة. تذكري، القوة تكمن في الاختصار:
- قولي: “أحتاج إلى هذا بحلول يوم الجمعة.”
- بدلًا من: “أنا آسفة، أعرف أن الوقت ضيق، ولكن هل يمكن أن تفعلي ذلك قبل الجمعة؟ أعلم أني أطلب الكثير، ولكن…”
أفضل و أفضل لو حددتي. الجمعة ساعة ١٢:٠٠
لماذا يُنظر إلى الحزم كقوة؟
الحزم ليس مجرد طريقة للتواصل، بل هي طريقة لتأكيد هويتكِ. عندما تكونين مباشرة:
- تصنعين انطباعًا بالثقة. الناس ينجذبون لمن يعرف ماذا يريد.
- تظهرين أنكِ مسيطرة. من يملك الوضوح يملك زمام الأمور.
- تختصرين الطريق. لماذا تضيعين وقتكِ ووقت الآخرين بالتلميحات؟
فكري في أي شخصية قوية في حياتكِ. هل تتحدث بشكل مبهم؟ بالطبع لا. سواء كانت قائدة عمل، معلمة مؤثرة، أو حتى شخصية خيالية مثل “ميرندا بريستلي” من فيلم The Devil Wears Prada، جميعهن يشتركن في شيء واحد: هن دائمًا واضحات، مباشرة، ولا يعتذرن عن مطالبهن.
كيف تتقنين فن الحديث بثقة؟
إليكِ وصفة سريعة لتصبحي سيدة الكلمات القوية:
1. التحضير: القوة في المعرفة.
قبل أن تتحدثي، فكري جيدًا في ما تريدين قوله. الحزم لا تعني العشوائية. إذا كنتِ مستعدة، ستكون كلماتكِ أكثر وضوحًا وثقة.
2. اللغة: قولي ما تعنينه بالضبط.
تجنبي الكلمات الضعيفة مثل:
- “مجرد…”
- “أظن…”
- “ربما…”
- “يمكن…”
استبدليها بعبارات قوية:
- “أنا أرى…”
- “أقترح أن…”
- “هذا هو الأفضل لأن…”
لا تتأتأي!
3. الصوت: لا تهمسي، لكن لا تصرخي.
القوة في النبرة الواثقة، ليست المترددة ولا العدوانية. استخدمي صوتًا هادئًا ولكنه واضح.
4. التواصل البصري: نافذتكِ للقوة.
النظر في عيني الشخص أثناء التحدث يعكس ثقة داخلية. لا تشردي أو تنظري بعيدًا.
5. تدربي على الرفض.
أحيانًا، يظهر ضعفنا في عجزنا عن قول “لا.” قوليها بحزم، ولكن دون وقاحة:
- “لا أستطيع فعل ذلك الآن، ولكن يمكنني مساعدتكِ لاحقًا.”
أين يكون التوازن؟
قد تعتقدين أن التخلص من اللباقة كليًا هو الحل، ولكنه ليس كذلك. الذكاء الاجتماعي يكمن في معرفة متى تكونين مباشرة ومتى تحتاجين للّباقة. إذا كنتِ تتعاملين مع شخص أعلى منكِ سلطة (رئيسكِ مثلاً)، فكوني ذكية. استخدمي التوازن بين الاحترام والمباشرة.
مثال عملي:
- بدلاً من: “أريد زيادة في الراتب.”
- قولي: “أنا أرى أن مساهمتي في العمل تضيف قيمة كبيرة، وأرغب في مناقشة تعديل الراتب بما يعكس ذلك.”
لماذا هذا مهم في حياتكِ اليومية؟
القوة في الحديث ليست فقط أداة للعمل، بل أسلوب حياة. عندما تتحدثين بثقة ووضوح، تتغير الطريقة التي ينظر بها الناس إليكِ، وحتى الطريقة التي ترين بها نفسكِ. ستشعرين بأنكِ أكثر سيطرة على حياتكِ، وأنكِ قادرة على تحقيق أهدافكِ.
تمرين عملي: كيف تعيدين برمجة عقلكِ؟
- اختاري موقفًا عالقًا في ذهنكِ، مثل طلب شيء مهم.
- اكتبي الطريقة التي تقولين بها الطلب عادةً.
- عدّلي الطريقة لتكون مباشرة وقوية.
- تدربي على قولها بصوت عالٍ.
- جربي الطريقة الجديدة في الحياة الحقيقية.
ختامًا: كوني قائدة كلماتكِ!
القوة تبدأ من الداخل، ولكنها تُرى وتُسمع في الخارج. لا تخافي من إسماع صوتكِ، ولا تترددي في قول الحقيقة التي تحملينها. العالم لا ينتظر من يطلب بلطف زائد؛ بل من يأخذ فرصته بثقة وحسم.
المرأة القوية ليست فقط من تتحدث، بل من تُسمع.
والآن، دوركِ: كيف ستستخدمين هذه القوة الجديدة في حياتكِ؟