الدحلاب الذي في داخلكِ: دليل بنات الأصول للتعامل مع فن الدحلبة
كلنا نعيش وسط مسرحية، لكن من هي البطلة الحقيقية؟

كلنا نعيش وسط مسرحية، لكن من هي البطلة الحقيقية؟
أنتِ وسط مسرحية كبيرة… والممثلون حولك يتقنون أدوارهم
هل شعرتِ يومًا أنكِ محاطة بأشخاص يمثلون عليكِ دور “المثالية”؟ زميلة تتفاخر بقدرتها الخارقة على التوازن بين البيت والشغل، لكن في الواقع زوجها هو اللي يقوم بكل شيء؟ صديقة توهمك إنها “معكِ حتى النهاية”، ثم تختفي عند أول أزمة؟ هذا هو “الدحلاب”… شخص يختبئ خلف أقنعة لامعة ليخدعكِ بمشاعر، أفعال، وكلام زائف.
لكن خليني أقول لكِ الحقيقة المرّة: الدحلبة جزء من الحياة، وكلنا لعبنا دور “الدحلاب” في لحظة ما. السؤال الأهم هنا:
- كيف تكتشفين الدحلاب قبل ما يتلاعب بكِ؟
- والأهم… كيف تتعاملين مع “الدحلاب” اللي بداخلكِ؟
في هذا المقال المستوحى من أحد بثوث وائل غنيم الذي تحدث فيه عن الشخصية الدحلابة، راح نكشف لكِ:
- أنواع الدحالبة اللي تواجهينهم كل يوم.
- خطوات عملية للتعامل معهم بأسلوب “ولاد الأصول”.
- كيف تكونين “أنتِ” في عالم مليان تمثيل.
إعترفِ… أنتِ كمان دحلاب في لحظات معينة
قبل ما نتكلم عن الدحالبة اللي حولكِ، لازم نتجرأ ونواجه الحقيقة: كلنا وقعنا في فخ “الدحلبة” بشكل أو بآخر. أحيانًا نقول كلام ما نقصده، أو نجامل عشان نمشي الحياة.
بحسب دراسة من جامعة ستانفورد:
70% من الناس يعترفون أنهم قدّموا مشاعر غير صادقة لمجرد الخوف من المواجهة أو الرغبة في القبول الاجتماعي.
فكّري للحظة:
- كم مرة قلتِ “أنا معاكِ” لصديقتك، لكنك ما كنتِ مقتنعة بكلامها؟
- كم مرة تظاهرتِ بالاهتمام في اجتماع شغل ممل عشان ما ينحرج المدير؟
- كم مرة تصنعتي السعادة قدام الناس فقط لأنك ما حابة تشرحي “ليش زعلانة”؟
كل هذه لحظات “دحلبة”، لكنها لا تعني ضعفك. هي مجرد آلية دفاعية نتبناها لأننا نخاف من المواجهة أو نحتاج نحمي أنفسنا. المشكلة تبدأ لما تتحول “الدحلابة” إلى عادة يومية تخلي العالم كله مسرحية كبيرة.
“أنواع الدحالبة اللي تصادفينهم في حياتك اليومية”
الدحلاب له وجوه وأقنعة كثيرة. في الحياة الواقعية والسوشال ميديا، كل واحد يتفنن في أسلوبه. خذي نظرة على أكثر الأنواع انتشارًا:
1. دحلاب البلاستيك
هذا النوع هو نجم السوشال ميديا. حياة مثالية: كافيهات، سفرات، ميك آب “فل”. لكن خلف الستار؟ حياتها فوضى.
“استعراض الكمال هو أكبر كذبة يبيعونها لكِ في الإنستغرام.”
2. دحلاب المصلحة
هذا اللي يظهر فجأة لما يحتاج منكِ شيء، ويختفي أول ما يأخذ اللي يبيه. متى آخر مرة ساعدكِ من قلبه؟ ولا مرة.
3. دحلاب المشاعر
يوزّع كلمات حب ودعم مزيفة. كلام معسول مليء بالـ”أنا معاكِ دايمًا”… لكنه أول شخص يختفي وقت الجد.
إحصائية صادمة:
دراسة من Pew Research كشفت أن 45% من العلاقات الاجتماعية اليوم مبنية على أهداف نفعية بحتة.
فكّري بعمق: من هم الأشخاص اللي يظهرون بس وقت المصلحة؟ وهل أنتِ جزء من “لعبتهم”؟
كيف تتعاملين مع الدحلاب بذكاء؟
حان وقت التحرك. لما تكتشفين دحلاب في حياتكِ، لا تغضبين ولا تدخلين في مواجهة فارغة. الذكاء هنا هو في التعامل الهادئ والخطوات المدروسة.
1. اكتشفي القناع من البداية
أول خطوة هي مراقبة التفاصيل الصغيرة:
- هل كلامه دائمًا كبير لكن ما في أفعال حقيقية؟
- هل يتهرب من الأسئلة التفصيلية؟
- هل يعتمد على “التمثيل العاطفي” لجذب تعاطفكِ؟
2. اسأليه عن التفاصيل
لو قال لكِ “عندي مشروع ضخم”، قولي له: “جميل! متى النتايج؟ وش تفاصيله؟” الدحلاب ينهار عند الأسئلة الدقيقة.
3. لا تعطيه أكثر من وقته
- لا تفرطين في التعاطف.
- لا تشاركين طاقتك مع شخص يعرف فقط كيف يستغلها.
4. واجهي بأدب وحزم
قول الحقيقة ما يعني “قصف جبهة”. قولي:
“كلامك جميل، بس محتاجة أشوف نتائج حقيقية.”
“لست بالخبّ ولا يخبني الخب.” – سيدنا عمر بن الخطاب، أي انني لست مخادعا والمخادع لا يخدعني
هل يمكن للدحلاب أن يتوب؟
أكبر سؤال نسأله لأنفسنا: هل يمكن للدحلاب أن يتغير؟ الجواب: نعم، لكن التغيير يحتاج وعي وشجاعة.
خطوات التغيير لأي دحلاب يريد إصلاح نفسه:
- الاعتراف بالمشكلة: “أنا أتظاهر أحيانًا لأنني خائفة أو غير واثقة.”
- تغيير السلوك: الصدق في المواقف الصعبة، حتى لو كان صعبًا.
- الاعتماد على الأفعال بدل الكلام: تكلمي أقل… وافعلي أكثر.
نموذج مُلهم:
شخصية والتر وايت في Breaking Bad كانت صورة للدحلاب المقنع. لكنه فقد كل شيء لما انكشف حقيقته. الدرس هنا واضح: الكذب لا يستمر… والحقيقة تظهر مهما طال الزمن.
إعلان خفيف لبنات الأصول:
“هل تعبتي من الأقنعة حولكِ؟ جربي كتاب “Daring Greatly” لبريين براون. رحلة إلى الصدق والشجاعة.”
الدحلاب اللي جواكِ: هل أنتِ جاهزة للمواجهة؟
من السهل لوم الآخرين على أدوارهم الزائفة، لكن التغيير يبدأ من الداخل. هل تجرئين على مواجهة نفسكِ؟
أسئلة للمراجعة الذاتية:
- كم مرة جاملتِ شخصًا وأنتِ مو مقتنعة؟
- متى كانت آخر مرة قلتِ “كل شي تمام” عشان ما تشرحين مشاكلكِ؟
- هل تُظهرين لنفسكِ صورة مثالية فقط للهروب من مشاكلك الحقيقية؟
كما قالت Brené Brown:
“الضعف هو القوة الحقيقية الوحيدة التي تربط البشر ببعضهم بصدق.”
“العالم يحتاج الحقيقة… لا مزيد من الأقنعة”
لو كل شخص فينا قرر يكون “صادق” – مع نفسه ومع الآخرين – العالم راح يصير مكانًا أصدق وأجمل. التزييف قد يبدو أسهل، لكنه مؤقت. الحقيقة هي اللي تدوم.
ابدأي من نفسك:
- كوني حقيقية حتى لو كانت الحقيقة صعبة.
- واجهي مشاعركِ بدل ما تتهربين منها.
- لا تخافي من قول “لا” أو “أنا مو مقتنعة.”
في الختام: البطلة الحقيقية هي اللي تكون “نفسها“
الدحلاب موجود، وحياتنا محاطة بأقنعة كثيرة… لكن قوتكِ تكمن في أنكِ أنتِ.
كوني مصدر إلهام لمن حولكِ. كوني قدوة للصدق في زمن التمثيل.
“الحقيقة أغلى من الذهب… ولا تلمع إلا في عيون الشجعان.”
هل واجهتِ دحلاب يومًا؟ كيف تعاملتِ معه؟
شاركي تجربتكِ معنا أو اكتبي رأيكِ